الفصل الثاني عشر
هذه عادة من عادات ابن ادم، عندما تحرم عليه شئ يرغبه و بشده.
لم يعرف انه مكشوف امام والده بـ تلك الدرجة،.. ظن انه يسيطر على كل شئ،.. ولكن اتضح انه لا شئ امام قوة ابيه، لا شئ امام معرفته واحتواءه لهم.
عرف ان تلك المشعوذة التى اقضى معها بعض الوقت تلاعبت و نصبت له فخاً لـ ايقاعه ولكن عندما لم يستجيب لها بـ اغواءها و حبها الكاذب اتجهت الى ابيه و دموع التماسيح… لقد اخبرت والده انها تحمل حفيداً بـ داخلها… وان عائلتها سوف تذبحها لو علمت بما حدث بينها وبين مالك… جعلت والده يجبره على الزواج منها ولكن لم يعرف عقل ابيه ولم يعرف السبب وراء هذا…
لا يصدق الى الان انه جالس بـ جوار ابيه و امه و اخيه الاكبر و توأمه… ظل يتأنل تلك الشقة التى يظهر عليها الفقر من حوائطها المشققه و الاثاث الذي خائف ان ينكسر اذا جلس عليه بـ قوة… انهم يسكنون بـ تلك العشوائيات التى كان يسمع عنها ولكن لم يراها من قبل… لكن ما ادهشه حقاً اخته التى كانت رافضه منذ ان علمت الان تجلس وفمها يتسع بين الاذنين من الفرحة… لا يعلم ما وراء تلك الابتسامة المنتصرة… رفع نظراته الحادة الى تلك التى لم تترك شئ ولم تضعه على وجهها فـ هى الان تشبه البلياتشو بتلك الزينه الصارخة و فستانها الذي لا يخفي شئ من جسدها… قاطع الصمت حديث والده قائلاً.: طبعاً انتى عارفه احنا هنا ليه يا ميادة.
اومأت بـ رأسها وهى تنقل نظراتها مصطنعه الخجل و التوتر بين والدها و زوجته و مالك التى تشعر انه دقائق وسوف ينقض على رقبتها يفصلها عن جسدها… تابع سائر حديثه وهو ينظر الى ابيها الذى يشبه القاتلين قائل.: بـ اذن الله هنلبس الدبل انهارده و الشبكة هتبقي هدية مالك لـ ميادة يوم الفرح.
اخفى شلبى والد ميادة جشعه الواضح على ملامحه ثم ضحك مظهراً تلك السنه الفضية و اسنانه الصفراء واكثرها ليس موجود قائلاً وهو يربت على صدره بـ صوته الخشن.: احنا نتشرف يا بيه… بس متأخذناش يعني حضرتك بـ تفهم فى الاصول… بنتي مش قليله ولا اقل من حد… مهرها هيبقي نص مليون جنية و الشبكة زيهم… دي الاصول يـ باشا.
اخفى سائر اشمئزازه منه و البيت بـ حرافية و اغتصب الابتسامة وهو ينظر الى ابنه الذي اوشك على الوقوف و الذهاب الى ذلك المشبه بـ الرجال لـ يلكمه بـ قوة… جلس على مضض عندما امسكته شهد قائله له بعض الكلمات بـ اذنه لم يسمعها احد غيره هدأته قليلاً اتسعت حدقتيه عندما سمع موافقة والده على شروطهم ثم نظر الى تلك الجالسه تحاول ان تخفي جشعها وفرحتها بـ انتصارها عليه وقف صائحاً بـ غضب.: يعني ايه موافق… ثم.نظر اليها متابعاً.: انتى نسيتى نفسك وهتتشرطى علينا كمان.
_ مااالك.
صاح بها سائر وهو ينظر بـ غضب اليه يحاول ان لا يقف و يعيد تربيته هو من بدأ بـ هذا… لقد حذره كثيراً من افعاله الخارجه و زاد بـ عصيان الله و ارتكاب الزنة تحت بند زواج عرفى.
كور قبضة يده يمظر الى والدته التى تنظر اليه بـ خيبة و انكسار من فعلته… جذ على اسنانه بـ غيظ ثم هتف قبل ان يتوجه لـ الخروج.: زي ما حضرتك تؤمر… بس انا عندى طلب… كتب الكتاب الاسبوع الجاى ومافيش فرح… وكفاية اووي المليون جنيه عليهم.
هتف اخر جملته بـ سخرية صم غادر مسرعاً لا يستطيع الجلوس بـ ذلك البيت اكثر من ذلك… يضيق نفسه من رائحته العطنه و اشمئز من عائلتها… نزلت تلك الدرجات الضيقة حتى وصل الى الشارع… نفض جاكيت بدلته بـ غضب…، يجب عليه ان يخرج من تلك الحارات الضيقة الصغيرة كى يصل الى سيارته التى تركها بـ الخارج لـ ضيق تلك الشوارع، خطى خطواته بـ اتجاه ذلك المخرج و لكن تفاجأ بـ من يوقفه مشهراً بـ وجهه تلك المديه التى تسمى قرن غزال.
***
_ نستأذن احنا و نشوفكم يوم الخميس زي ما اتفقنا على معاد كتب الكتاب.
هتف بها سائر الذي وقف ورفع يده يغلق ازرار جاكت بدلته عندما وجد شلبى يمد يده كي يصافحه…، نظر اليه بـ تعالى ثم التفت ينظر الى ابنته التى مازالت جالسه تتأمل المكان و تنقل نظراتها بينهم… حثها على الوقوف حتي يغادروا… استجابت على مضض و وقفت تمسح بـ يدها على قميصها الحريري الاخضر الذي ينافس عينيها بـ اللون…، تحركو جميعهم الى الخارج وعندما غادر الجميع التفتت شهد تنظر الى ذلك الشلبى و ضحكت بـ مكر ثم اقترب منه قائلة بـ ابتسامة.: بجد عجبني الشو دا… بس هتوحشنى.
غمزت بـ عينيها وارتدت نظارتها الشمسية والتى ظن شلبى ان تلك من عادات الطبقة المخماليه… لم يعرف انها لا تتحدث عبثاً بل انهم هم من وقعو بـ فخها… هى من ساعدت والدها بـ اعادة تربية مالك اولاً، وثانياً الايقاع بـ تلك العائلة المزيفة و التى تعمل مع بعض الجهات الارهابية.
*******************
_ ابعد ايدك لـ توحشك.
هتف بها مالك بـ حده… لـ الصراحه هو يتمنى الان ان يمسكه و يلقنه درساً حتي يفرغ غضبه به ولكن هو ليس بـ غبى هو بـ منطقته…، والكثرة تغلب الشجاعة…
رفع سيد المشهور بـ سيد سنجة وهو بلطجى المنطقة...، رفع يده يشار بـ مديته بـ جوار رقبته قائلاً.: ننوس امه معتش اشوفه هنا سامع…، انسي خالص انك تاخد ميادة.
ضحك بـ تهكم عندما سمعه قائلاً بـ سخريه.: مين الشبح؟!. رقم كام فى اللسته.
احمرت عيناه بـ غضب كاد ان يدق عنقه بـ مديته من غضبه ولكن تفاجئ بـ من يمسك يده ويبعدها عنه بـ غضب قائلاً.: انت اتجننت يـ سنجه ولا ايه؟.
_ ابعدى دلوقتى بقولك… دا بيغلط فى ميادة.
قالها وهو يدفع تلك الفتاة التى حاولت منعه، واقترب من مالك الذي يقف بـ برود و استفزاز… زاد غضبه ونقمه عليه رفع تلك المديه وانزلها بـ اتجاه وجهه حتي يعلمه الادب ولكن تفاجأ به وهو يسحب الى الخلف بـ نفس وقت رجوع مالك بسبب جذب محمود.
وقف محمود امامه ينظر له وقلبه يتصاعد ويهبط بـ انفعال اثار ركضه عندما لمحه وهو يقف مع ذلك البلطجى...، التفت حتى يلكمه ولكن توقفت يده بـ الهواء عندما وجدها… هى ذات العيون البلوريه… خليت المشاعر مثل اول مره…، صدح صوت دقات قلبه الثأره لـ رؤيها...، اقترب سائر وكارلا وشهد من مالك بـ لهفه يفحصونه وذلك المتصنم مكانه لا يتحرك بؤبئ عينها عنها…، لقد وجدها ولن يتنازل عنها ولكن ما اغضبه هو امساك ذلك البلطجى لها و جذبها خلفه يحميها بـ يده بعيداً عنه… اشتدت قبضتيه عندما وجدها تجذب قميصه كى يقترب منها تهمس له بعض الكلمات جعلته ينظر الى خلف محمود بـ اتجاه شهد تحديداً ، جعل الدماء تفور بـ داخله وكاد ان يلكمه ولكن توقف مكانه عندما افسح لهم المجال لـ المرور من ذلك الشارع الضيق هاتفاً.: لامؤخذ يـ باشا… معرفش انهم تبعكِ.
تقدمت شهد بـ خطوات بعد ان نظرت الى ابيها انها سوف تتبعهم… لم تترك كارلا يدها وحاولت ان تأخذها معها ليست مطمئنه ولكن عندما التفتت الى سائر كى يقف معها وجدته يجذبها هاتفاً.: متتأخريش…، يلا.
هتف بها وهو ينظر الى محمود و مالك… اللذان تحركى على مضض.، ولكن ظل نظرات محمود معلقه بـ تلك الصغيرة التى تنظر اليه بـ جانب عينيها حتي اختفى عندما انعطف اخر الشارع، اقتربت شهد منه بـ بطئ جعله يزدرد لعابه و انهمرت قطرات العرق على جبينه عندنا سمعها تهتف بـ هدوء زعل مصتنع اثار التوتر والخوف بـ داخله.: تؤ تؤ تؤ… بقي كده يا سيد يا سنجة… عايز تفتح وش اخويا… انا كده ازعل… واجيب ناس تزعل.
اتسعت ابتسامتها تناقض تلك الانثى التى كانت تتحدث الان عندما اقتربت منه تمسكه من تلابيب قميصه بـ غضب وقوة متناقضه مع مظهرها الانثوى قائلة.: انت عارف زعلى يا سنجة… ولا تحب افكرك.
_ اسفين يا باشا…، مش هتحصل تانى.
هتف بها وهو يزدرق لعابه بـ رهبه هو جرب غضبها عندما تم القبض عليه بعد اشتباكه مع بعض اولاد حارته وكانت هى المسؤله عنهم… ابعدته ثم اعدلت قميصه ونفضت بعض الاتربه الوهمية قائلة.: جدع يا سنجة…، انا كده احبك…، يلا بقي انت و الامورة عشان متأخرش.
امأ بـ رأسه سريعاً و جذب ماريا من معصمها واتجه ينعطف بـ الطريق المعاكس لهم...، اومأت بـ رأسها وهى تنظر الى ماريا التى فعلت لها المثل.
********************
_ معقوله سائر باشا الشهاوي واقف يستناني وسايب كوكي تروح لـ وحدها.
قالتها بـ مرح وهى تقترب من ابيها وهى تبتسم ثم زقفت امامه تحثه على الصعود الى السيارة كى يغادوا..، زفر بـ عنف ثم اتجه الى المقعد الخلفى لـ السيارة وجلس وتابعها وهى تجلس بـ جواره مبتسمه بـ اتساع و خلعت نظارتها الشمسية وامسكتها تنظر اليه وهى تبتسم بـ انتصار ثم تنظر الى ابيها الذي امر السائق بـ التحرك الى القصر.
امسكت ذراع النظاره مخرج منه شريحة الذاكرة ثم نظرت الى ابيها واحتضنته بـ سعاده قائلة.: شكراً يا احلى واجدع بابى فى الدنيا.
ارتد الى الخلف اثار اندفاعها داخل احضانه محاوطاً اياها بـ ذراعه قائلاً.: انتى تؤمرى يا حبيبتي… وكمان عشان اخوكى يتعلم… فعلاً كنت هغلط فى حق هنا لو جوزته ليها كده…
ابتعدت عنه واعتدلت بـ جلستها قائلة بـ شماته بـ اخيها.: بجد فرحانه فيه اووى… كان واثق ان عروسته هنا وان انت هتجبره يتجوزها… بس كدا لو قلت هنا… هو اللى هيروح يطلبها.
نظر امامه بـ غموض ثم هتف بـ هدوء.: ربك يسهل…، المهم كدا انتى مش محتاجه تدخلى المكان ده تانى.
_ مقدرش اوعدك يـ بوص دي اوامر عليا.
هتفت بها بـ جديه وتتذكر ذلك الماضي الذى عاد كى ييقظ جرح قلبها النازف.
نظرت الى الطريق تتابع حركة السير بها متذكره ما حدث منذ خمس عشر سنة.
عندما كانت تقف مع احدى صديقتها بـ المدرسه و رأت فارس و هو يدلف الى غرفة المعمل الكمياء و وراءه فادي…، لم تستطيع أن تمنع فضولها...، استأذنت من صديقتها و اتجهت الى الباب الخلفى لـ المعمل حتى لا يراها احد… فتحت الباب بـ بطئ تنظر منه وجدت فادي يقف امام فارس و يضع يده بـ جيد بنطاله كان يرتدي الزي المدرسي و تارك ثلاث ازرار مفتوحين و يضحك بـ تهكم قائلاً شئ لم تستطيع سماعه من تلك المسافه قررت ان تدلف دون ان يراها احد و تقف خلف احدى الطاولات القريبة منهم…، سمعت فارس وهو يقول من بين اسنانه بـ غضب.: ابعد عنها دا اخر كلام عندى…، شهد خط احمر.
رجف قلبها من حديثه هو يحميها ويظن انها احدى ضحايا فادى ولكن لم يعرف من هى شهد الشهاوي… فـ هى ليست بـ صيد رخيص هكذا كى تقع بـ شباك ذلك العابث بل هى تلقنه درساً لا غير…، سمعت صدى ضحكت فادي بـ المعمل ثم اكمل بـ تهكم وسخرية.: يعنى ايه؟!. كدا انت بتنسحب من الرهان يبقي انت الخسران… احنا اتفقنا انى لو عرفت اوقعها… تبقي هى ليا وانت تبعد.
سمعت ما جعل الدماء تتجلط بـ عروقها و عدم قدرتها على التنفس… قررت الانسحاب دون سماع حرف واحد… انسحبت الى الخارج كما دخلت دون ان يراها احد…، و ركضت الى المرحاض حتى ترطب وجهها بـ بعض الماء البارد حتي تفكر فى ماذا ستفعل معهم… لم تعرف انه كان بعمر الصبا ولم يحسب ثمن قرارته التي اتخذها بـ وقت غضبه، هو راهن عليها انها ليست بـ فريسه سهلة و هى قررت اخذ حق صديقتها من ذلك الفتى العابث.
فاقت من ذكرياتها على صوت ابيها يخبرها بـ وصولهم الى القصر… وجدت والدتها تحضنها بـ خوف ناهره اياها على فعلتها...، اعتذرت منها منسحبه الى غرفتها كى تأخذ حماماً ساخنً يرخى اعصابها و يصفى ذهنها لـ القادم فـ هل سـ تستطيع ان تتخطى الماضي لـ تكون مع فارسها المغوار… ام سيظل عائقاً بينهم؟!... سنعرف بـ الاحداث القادمة.
**************
_ هتفضل متجبس كدا كتير… كدا ارجع فى كلامى و مافيش فرح.
هتف بها سائر بعد ان دلف الى الغرفة التى بها زيد والذي انتفض من مكانه عندما استمع الى حديثه متأوهاً ثم قال.: بجد يعني هيبقي فرح مش كتب كتاب بس… وحياة عيالك يـ شيخ ما تضحك عليا.
كتم ضحكته ثم اجابه بـ جدية زائفه وهو ينظر الى شذا التى اتسعت حدقتيها من المفاجأة و تمسك يد سما التى اتسعت ابتسامتها فرحاً و تنظر الى ذلك المجنون الذى يضرب وجهه ظناً منه انه يحلم.: انتى متأكدة انك بتحبى المجنون دا… يـ بنتى اعقلى وانا اجوزك واحد عاقل.
_ على الطلبات ما يحصل… انت اديت كلمة وانت عمرك ما رجعت فى قرار… حبيبي يا عمى… عمى ايه بقي… حبيبي يـ ابو مراتى..
صاح زيد بـ انفعال ثم قال اخر حديثه بـ مرح جعل الجميع ينفجر ضاحكاً عليه وهو يستند على ذراعه المعافاه كى يقف هاتفاً.: انا لازم اقوم دلوقتى عشان ابدأ اجهز لـ الفرح.
اوقفه سائر قائلاً بـ جدية.: لو ابوك مجاش خلال عشر دقايق يطلب اديها… يبقي انسي الفرح.
لم ينتظر اجابته وغادر… يعلم ان لا احد غيره سيعشق ابنته بـ تلك الدرجة...، بل لن يجد من يستحمل جنونها و دلالها الزائد.
فـ هل سينتصر العشق ام سيضعف مع كثرة التنازلات من طرف واحد؟!.
هل سيخضع مالك ويعترف بـ عشقه الخفى لـ هنا… ام سينتصر العند والكبرياء عليه؟!...
تابعونا مع هيتروكروميا "فارسي المغوار" الجزء الثانى من امتلكتني ولم اعرف… من سلسلة عشق متبادل.
**************
يتبع…….
*************
تعليقات
إرسال تعليق